"دروبهيد كوبيه" نفحة جمال كلاسيكي، للأثرياء فقط

اجرت شركة رولزرويس الكثير من الابحاث عن أثرياء العالم قبل ان تبدأ انتاج احدث سيارة رياضية لها اطلقت عليها اسم "فانتوم دروبهيد كوبيه". وادت الابحاث التي اجرتها الشركة الى وضع ملامح هذه الكلاسيكية الجميلة التي لن يملكها اكثر من مائتي ثري سنويا، فهذا هو حجم انتاجها. وهي تتوجه الى اسواق العالم هذا الصيف ولكنها في الشرق الاوسط لن تصل قبل شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل لكي يتزامن اطلاقها مع نهاية الصيف الخليجي.

رغم سعرها المرتفع لن يضمن المال وحده الحصول على هذه السيارة، فحتى اذا كان الثمن الذي كشفت عنه الشركة، أي 305 الاف استرليني (حوالي 600 الف دولار) لا يؤثر كثيرا في حسابك المصرفي، فلن تتمكن من حجز سيارتك قبل عام 2009 إذ ان كل الانتاج المخصص لمنطقة الخليج خلال العامين المقبلين تم بيعه بالفعل. وتقول الشركة ان زبائن هذا القطاع هم من تزيد قيمة اصولهم السائلة على 30 مليون دولار.

وتعرف الشركة من استقصاءاتها ان هناك حوالي 85 الفا من هؤلاء الاثرياء في العالم، منهم ثلاثة آلاف فقط في الشرق الاوسط. وقد زاد عدد هؤلاء بنسبة 10.2 في المائة خلال العام الماضي. ولا يشمل هذا السعر بالمناسبة اي اضافات او تعديلات على السيارة.

وتبدي الشركة اهتماما خاصا بأسواق الخليج، حيث تملك شبكة موزعين تنتشر من الرياض وجدة الى ابوظبي ودبي ومسقط والدوحة. وهي تعتبر ان مشتري هذه السيارة ينتمي الى الفئة العمرية من 45 عاما الى 60 عاما.

لكن المعايير تختلف في منطقة الخليج ففيها اصغر مالك رولزرويس في العالم، وعمره 17 عاما، اهداه والده سيارة فانتوم بعد اجتيازه اختبار القيادة بنجاح.

في منطقة الخليج يقود حوالي 70 في المائة سياراتهم من طراز رولزرويس بأنفسهم مقابل نسبة 10 في المائة في آسيا ونصف المشترين في بريطانيا.

وتنتمي "فانتوم دروبهيد كوبيه" الى عالم اليخوت اكثر منها الى عالم السيارات. فالمشتري يشارك في اختيار كل تفاصيلها بداية من لونها الى تجهيزات وانواع الاخشاب المستخدمة. كما ان غطاء السقف بعد تخزينه مصنوع من الاخشاب المصقولة التي استعارت الشركة تصميمها من عالم اليخوت. كذلك فإن المواد المستخدمة في غطاء الارضية مصنوعة من مواد شديدة التحمل لعوامل الطقس، لأن السيارة سوف تعمل معظم ساعات تشغيلها مكشوفة في الهواء الطلق وعرضة لكل عوامل البيئة. وتنتج الشركة هذه الكوبيه بتسعة الوان خارجية.

ويقول فرانك تيمان المسؤول عن منطقتي اوروبا والشرق الاوسط ان موزعي الشركة في المنطقة يعرفون عملاءهم بالاسم، وانهم احيانا يستوردون سيارات فانتوم بمواصفات غير عادية يطلبونها بأنفسهم وفقا لمعرفتهم الوثيقة بالسوق. وتباع هذه السيارات احيانا في غضون ساعات من وصولها.

اتاحت الشركة تجربة "فانتوم دروبهيد كوبيه" لعدد صغير من الصحافيين الذين دعتهم الى منطقة توسكاني في وسط ايطاليا. وجرت التجربة على شبكة الطرق الايطالية بين القرى العتيقة والطرق السريعة. الانطباع الاول هو الشعور بحجم السيارة الهائل (طولها 5.6 متر) على رغم انها كوبيه رياضية. ويحتل المحرك والمكونات الميكانيكية الاخرى، ما يقرب من نصف مساحة السيارة. وهو محرك ضخم بحجم 6.75 لتر يوفر لها قدرات سيارة رياضية قوية. الدخول اليها سهل عبر باب يفتح من الامام الى الخلف، وفور الجلوس على المقعد يتكفل ضغط زر باغلاق الباب كهربائيا.

الانطلاق بـ"دروبهيد"سلس للغاية، فالسيارة تتهادى على سطح الطريق في توازن مستقر على نظام تعليق ناعم يعمل بضغط الهواء. ويمكن كشف سقفها في 25 ثانية، وفي ايطاليا حيث الشمس الدافئة تغمر الحقول الخضراء في هذا الوقت من العام كان كشف السقف حتميا للتمتع بطبيعة المكان وفخامة رولزرويس. من الصعب التخفي في مثل هذه السيارات والتركيز فقط على قيادتها مع اغفال المارة والسائقين الاخرين، فهي تلفت الانظار في كل طريق تحط به.

وفي القرى الايطالية تجمع القرويون اكثر من مرة لتفحص السيارة اثناء توقفها. لكن الطرق السريعة اتاحت فرصة تجربة 453 حصانا من القوة يوفرها المحرك المكون من 12 اسطوانة، عبر ناقل اتوماتيكي سداسي السرعات يدفع العجلات الخلفية. الانطلاق يبدو بقدرة لا متناهية الى سرعة قصوى قدرها 149 ميلا. لكن الانطلاق السريع لا يتناسب مع القيادة المكشوفة، كما لا يتناسب مع رولزرويس التي يتعزز الاستمتاع بها على سرعات هادئة حيث النسيم البارد بدلا من تيارات الهواء الشديدة والهدوء بدلا من الضوضاء. ويحتاج السائق الى نظارة شمسية في كل الاحوال لحماية عينيه من الاتربة والرياح في حالات القيادة المكشوفة.

التجربة جرت على سيارة باللون الابيض وهي المفضلة في اسواق الخليج، لكنها في اوروبا تستخدم في العادة في حفلات الزفاف. وكانت السرعات التي جرى تسجيلها على الطرق الايطالية تعزز الانطباع ان السيارة تنطلق لكي تلحق بحفل زفاف تأخرت عن موعده، وهي تفتقر بعض الشيء الى الشعور بالطريق بسبب الوزن الثقيل (حوالي الطنين ونصف الطن على الرغم من الشاسيه الالومنيوم) وايضا بسبب التعليق الناعم. لكنها توفر استقرارا غير عادي بفضل صلابة الجسم، وتوزيع الوزن بالتساوي بين المقدمة والمؤخرة، والتعليق بضغط الهواء الذي يحافظ على افقيتها. وهي تستفيد من نظام المحافظة على الاستقرار الديناميكي (DSC). ومن الافضل لمشتريها ان يقودها بنفسه، لان المقاعد الافخم فيها هي الامامية.

ويشعر سائق "دروبهيد" بالتأكيد انه في مناخ وثير من مقعد القيادة. التصميم الخارجي في "دروبهيد كوبيه" جديد تماما، فكل اجزاء الجسم الخارجي صممت خصيصا لها. كما عمدت الشركة الى استخدام المواد الطبيعية في مواد التصميم الداخلي. وزادت الشركة من صلابة الجسم المكشوف لما تتطلبه معايير السلامة وهدوء التشغيل في هذا القطاع الفاخر، ولم تنس الشركة ان تضيف اليها المظلة المعتادة التي يمكن سحبها من جانبي السيارة بعد فتح البابين وذلك للحماية من الامطار.

ويؤكد مصمم السيارة ايان كاميرون على ان الاساس في تصميم "دروبهيد كوبيه" هو تعزيز روح المرح ومتعة استخدام هذه السيارة والابتعاد عن الرسميات. وتختلف السيارة عن غيرها بالابواب التي تفتح عكسيا، وهي صفة تنفرد بها رولز رويس وتعود الى ايام عربات الخيول الملكية في عصر ما قبل السيارة. وارادت الشركة بشكل المقدمة ان يكون اقل كلاسيكية عن شقيقتها الكبرى"فانتوم" الصالون.

ويصنع هيكل السيارة من الالومنيوم، وتستخدم الشركة جلود 17 ثورا، مقسمة الى 450 قطعة تحاك يدويا، لانتاج كسوة "دروبهيد كوبيه" واحدة. ومن اللمسات الذكية في السيارة غطاء الصندوق الخلفي الذي يفتح بنصفين لاعلى واسفل، ويمكن استخدام النصف الاسفل كمقعد مكشوف ومريح لاثنين في رحلات السفاري. وهي عملية من حيث مساحة الصندوق الخلفي والمقاعد الخلفية. كما يبرز اهم معالمها عند فتح غطاء السقف، حيث تحيط الاخشاب بحواف المقاعد الخلفية في تصميم استوحاه مصمم السيارة من اليخوت الفاخرة.

وللتأقلم على ابعادها يمكن الاستعانة بكاميرا صغيرة مثبتة وراء لوحة الارقام الامامية توضح صورة الطريق على شاشة امام السائق وتساعد على صف السيارة. ويمكن اختيار علامة رولز رويس على مقدمة السيارة من الفضة او الذهب عبر قسم "بيسبوك" للاختيارات الخاصة. من الاختيارات الاخرى غطاء للمحرك من الصلب غير المطلي، كما ظهر في الطراز التجريبي لهذه السيارة. واختارت الشركة سقفا من القماش لخفة وزنه وللمساحة المحدودة التي يحتلها عند تخزينه بحيث لا يؤثر في حجم الشحن في الصندوق الخلفي. وفي اختيار المواد الداخلية، عمدت الشركة الى نوعية المواد الطبيعية التي لا تتأثر كثيرا بعوامل المناخ. وهي تمتاز بنظام موسيقى يعمل عبر 15 سماعة ويشبه في صوته القاعة المسرحية.

وبالمقارنة تعتبر "دروبهيد كوبيه" افضل واكثر تأهبا من فانتوم الصالون التي تستخدم المحرك نفسه (وجرت تجربتها قبل اربع سنوات في كاليفورنيا). فهي اكثر صلابة وقدرة من شقيقتها الكبرى. ولكنها لم تصل بعد الى ديناميكية منافستها "أزور" من بنتلي التي تقل عنها ثمنا. ولكنها الوحيدة التي تحمل علامة رولز رويس، وتستحق بذلك ان يقودها مليونير.